باب دعاء المصدق لأهل الصدقة
حدثنا حفص بن عمر النمرى وأبو الوليد الطيالسى - المعنى - قالا أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن أبى أوفى قال كان أبى من أصحاب الشجرة وكان النبى -صلى الله عليه وسلم- إذا أتاه قوم بصدقتهم قال « اللهم صل على آل فلان ». قال فأتاه أبى بصدقته فقال « اللهم صل على آل أبى أوفى ».
لقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في حسن الخلق، ومن حسن خلقه صلى الله عليه وسلم مكافأته لمن أدى واجبا، أو أسدى معروفا
وفي هذا الحديث يحكي عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه قوم بصدقتهم -أي: بزكاة أموالهم- قال: «اللهم صل على آل فلان»، أي: اغفر لهم وارحمهم، فأتاه والده أبو أوفى علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي بصدقته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم صل على آل أبي أوفى»، وإضافة «الآل» لأبي أوفى للتشريف والتعظيم، ودعاؤه صلى الله عليه وسلم لهم هو امتثال لقوله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم} [التوبة: 103]، حيث أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأخذ الصدقة من الأموال، والدعاء للمتصدق، فامتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فكان يدعو لمن أتاه بصدقته
وفي الحديث: الصلاة على غير الأنبياء
وفيه: الدعاء للمتصدق