باب دعوة الوالد ودعوة المظلوم
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث دعوات يستجاب لهن، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده" (1)
في هذا الحَديثِ بيانُ بَعضِ الدَّعواتِ المستجابةِ، حيثُ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ثلاثُ دعواتٍ مُستجاباتٍ لا شَكَّ فيهِنَّ"، أي: إنَّ اللهَ يَسْتجيبُ لثلاثةِ أنواعٍ مِنَ الدَّعواتِ يقينًا ولا يَرُدُّها أبدًا؛ "دَعوةُ المظلومِ"، أي: الدَّعوةُ الأُوْلى التي يَسْتجيبُ اللهُ لها ولا يَرُدُّها أبدًا: إذا دعا المظلومُ على الذي ظَلَمَه فإنَّ اللهَ يَسْتجيبُ له ولا يَرُدُّه، "ودعوةُ المسافرِ"، أي: والدَّعوةُ الثَّانيةُ التي يستجيبُ اللهُ لها ولا يَرُدُّها أبدًا دعوةُ المسافرِ، وهو في حالِ السَّفَرِ ولَمْ يَرْجِعْ بَعْدُ، بشَرْطِ أنْ يكونَ سَفَرُه ليس في أَمْرٍ مُحرَّمٍ "ودَعوةُ الوالِدِ على وَلَدِهِ"، أي: والدعوةُ الثَّالثةُ التي يَستجيبُ اللهُ لها ولا يَرُدُّها أبدًا إذا دعا الوالدِ على ولدِه بِحَقٍّ إذا عَقَّه أو ظَلَمَه أو لم يَبَرَّه ويُعْطِه حُقوقَ الوالدِ على وَلَدِهِ؛ فإنَّ اللهَ يَسْتجيبُ له ولا يَرُدُّ دَعوتَهُ أبدًا، وقوله: "الوالد" يشملُ الأم أيضًا؛ وقيل: لم تُذكَرِ الوالدةُ؛ لأنَّ حقَّها أعظمُ فدُعاؤُها أَوْلَى أن يُستجابَ له.
وفي الحديثِ: التَّرغيبُ في إكثارِ الدُّعاءِ في السَّفرِ؛ لأنَّه مستجابٌ.
وفيه: التَّحذيرُ مِن الظُّلمِ والعقوقِ.