باب رد السلام في الصلاة
حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن أبي مالك، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: أراه رفعه، قال: «لا غرار في تسليم، ولا صلاة»، قال أبو داود: ورواه ابن فضيل على لفظ ابن مهدي، ولم يرفعه
الصلاة من أفضل الأعمال وأجلها، وهي صلة بين العبد وربه؛ فعلى العبد أن يحسن صلاته، ويعلم أنه بين يدي ربه، فيؤديها كما أمره الله
وفي هذا الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا غرار في صلاة"، أي: لا ينقص في الصلاة، سواء في الأركان، أو السنن أو الآداب أو الهيئة، أو عدد الركعات، "ولا تسليم"، أي: لا يسلم على أحد ولا يرد السلام أثناء الصلاة
"قال أحمد" وهو ابن حنبل الإمام المعروف، "يعني" معنى الحديث، "فيما أرى"، أي: من رأيه غير منقول عن أحد: "ألا تسلم" على أحد إن كنت في الصلاة، "ولا يسلم عليك" من أحد إذا كنت في الصلاة، "ويغرر الرجل"، أي: ينقص، "بصلاته فينصرف"، أي: من صلاته وينتهي منها، "وهو فيها"، أي: في صلاته، "شاك"، لا يدري كم صلى؛ هل صلى ثلاثا أو أربعا
وينبغي على الشاك في الصلاة أن يبني على أقل العدد، ثم يكمل بناء عليه؛ حتى يخرج من الشك باليقين، وأنه أتم صلاته ثم يسجد سجدتي السهو
وفي الحديث: أهمية الخشوع في الصلاة، والبعد عن المؤثرات الخارجية التي تفقد المصلي تركيزه، وتذهب خشوعه