باب رفع اليدين إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع 1
سنن ابن ماجه
حدثنا علي بن محمد، وهشام بن عمار، وأبو عمر الضرير قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم
عن ابن عمر، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع، ولا يرفع بين السجدتين (1).
الصَّلاةُ نُورٌ للمسلِمِ، يقبَلُها اللهُ تعالى إذا كانت خالِصَةً لوجْهِهِ الكرِيمِ، ووافَقَتْ سُنَّةَ النَّبِيِّ الكريمِ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقدْ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «صلُّوا كما رأيتُمُوني أُصَلِّي».
وفي هذَا الحديثِ يخبرُ عبدُ اللهِ بنُ عمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما عن كَيْفِيَّةِ رفْعِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ليَديهِ في الصَّلاةِ، فيقولُ: رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا استفْتَحَ الصَّلاةَ رفَع يدَيْه حتَّى يحاذِيَ مَنْكِبَيْهِ، أي: إذا كبَّر تكبيرةَ الإحرامِ رفَع يدَيْهِ حتَّى يُحاذِي مَنْكِبَيْهِ، أي: يُقابِلهُما، والْمَنْكِبُ مَجْمَعُ العَضُدِ والكَتِفِ.
قال: "وإذا أرادَ أن يَرْكَعَ" رفَع يدَيْهِ كذلك حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، "وبعدَما يرفَعُ رأسَه مِن الرُّكُوعِ"، أي: يرفَعُ يَدَيْهِ كذلك وهو يقولُ سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ. "ولا يرْفَعُ بين السَّجْدَتَيْنِ"، وفي روايةٍ: "ولا يَفْعَلُ ذلك في السُّجودِ"، أي: لا يرْفَعُ يَدَيْهِ إذا نزَل إلى السُّجُودِ، ولا يَرْفَعُها كذلك إذا رفَع رأْسَه مِن السُّجُودِ في كلتا السَّجْدَتَيْنِ.
وفي الحديثِ: حِرصُ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم على مَعرفةِ سُننِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهَدْيِه حتَّى في أدقِّ، وتَبليغِها للنَّاسِ. .