باب الجهر بآمين 4
سنن ابن ماجه
حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه
عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما حسدتكم اليهود على شيء، ما حسدتكم على السلام والتأمين" (1).
خَصَّ اللهُ سُبحانَه وتعالى أمَّةَ الإسلامِ بخَصائِصَ ومَيْزاتٍ تميَّزتْ بها عن غيرِها مِن الأممِ في الخيرِ والأجرِ.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمِنينَ عائشةُ رَضِي اللهُ عنها، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "ما حسَدَتْكُمُ اليهودُ على شيءٍ"، أي: ممَّا قد شُرِع لكم، "ما حَسَدوكم على السَّلامِ"، أي: بمِثلِ ما حسَدوكم عليه مِن إفشاءِ السَّلامِ فيما بينَكم؛ وذلك لِما فيه مِن إظهارِ المحبَّةِ والوُدِّ بين المسلِمين بعضِهم البعضِ، والرِّفقِ فيما بينَهم، "والتَّأمينِ"، أي: قَوْلِكم "آمِينَ"، أي: خَلْفَ الإمامِ؛ لِمَا عَلِموا مِن فَضلِها وبَرَكَتِها.
وفي رِوايةٍ: "إنَّهم لا يَحسُدونا على شَيءٍ كما يَحسُدونا على يومِ الجُمُعةِ الَّتي هَدانا اللهُ لها وضَلُّوا عنها، وعلى القِبْلةِ الَّتي هَدانا اللهُ لها وضَلُّوا عنها، وعلى قولِنا خَلْفَ الإمامِ: آمينَ".
وفي الحديثِ: الحثُّ على الإكثارِ مِن السَّلامِ والتَّأمينِ( ).