باب رفع اليدين للسجود 2

سنن النسائي

باب رفع اليدين للسجود 2

 أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل في الصلاة، فذكر نحوه وزاد فيه: «وإذا ركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع رأسه من الركوع فعل مثل ذلك، وإذا رفع رأسه من السجود فعل مثل ذلك»

الصَّلاةُ نُورٌ للمسلِمِ، يقبَلُها اللهُ تعالى إذا كانت خالِصَةً لوجْهِهِ الكرِيمِ، ووافَقَتْ سُنَّةَ النَّبِيِّ الكريمِ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقدْ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «صلُّوا كما رأيتُمُوني أُصَلِّي»
وفي هذَا الحديثِ يخبرُ عبدُ اللهِ بنُ عمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما عن كَيْفِيَّةِ رفْعِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ليَديهِ في الصَّلاةِ، فيقولُ: رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا استفْتَحَ الصَّلاةَ رفَع يدَيْه حتَّى يحاذِيَ مَنْكِبَيْهِ، أي: إذا كبَّر تكبيرةَ الإحرامِ رفَع يدَيْهِ حتَّى يُحاذِي مَنْكِبَيْهِ، أي: يُقابِلهُما، والْمَنْكِبُ مَجْمَعُ العَضُدِ والكَتِفِ
قال: "وإذا أرادَ أن يَرْكَعَ" رفَع يدَيْهِ كذلك حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، "وبعدَما يرفَعُ رأسَه مِن الرُّكُوعِ"، أي: يرفَعُ يَدَيْهِ كذلك وهو يقولُ سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ. "ولا يرْفَعُ بين السَّجْدَتَيْنِ"، وفي روايةٍ: "ولا يَفْعَلُ ذلك في السُّجودِ"، أي: لا يرْفَعُ يَدَيْهِ إذا نزَل إلى السُّجُودِ، ولا يَرْفَعُها كذلك إذا رفَع رأْسَه مِن السُّجُودِ في كلتا السَّجْدَتَيْنِ
وفي الحديثِ: حِرصُ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم على مَعرفةِ سُننِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهَدْيِه حتَّى في أدقِّ، وتَبليغِها للنَّاسِ