باب شهادة الأعمى، وأمره، ونكاحه، وإنكاحه، ومبايعته، وقبوله في التأذين وغيره، وما يعرف بالأصوات

باب شهادة الأعمى، وأمره، ونكاحه، وإنكاحه، ومبايعته، وقبوله في التأذين وغيره، وما يعرف بالأصوات

 عن عاثشة رضي الله عنها قالت: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يقرا [من الليل 6/ 111] في المسجد، فقال:
[رحمه الله؛ لقد أذكرني كذا وكذا آية [كنت 6/ 110] أسقطتهن (وفي رواية: انسيتها) من سورة كذا وكذا".

القرآنُ الكريمُ هو كَلامُ اللهِ المقدَّسُ، وقدْ أُمِرْنا بحِفظِه في القُلوبِ والعقولِ، وأنْ نُواظِبَ على مُراجَعتِه حتَّى لا نَنساهُ.
وفي هذا الحديثِ تَروي عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَمِع رجُلًا يَقرَأُ القرآنَ في المسجِدِ، فقال: «رحِمه اللهُ» دُعاءٌ له بالرَّحمةِ، «لقدْ أَذكَرَني كذا وكذا آيةً أَسْقَطْتُهُنَّ» أي: نَسِيتُهُنَّ «مِن سُورةِ كذا وكذا».
وفي رِوايةٍ أُخرى تُخبِرُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَهجَّدَ في بَيتِها، والتَّهجُّدُ: الصَّلاةُ في اللَّيلِ بعْدَ النَّومِ، فسَمِعَ صَوتَ عبَّادِ بنِ بِشْرٍ الصَّحابيِّ الجَليلِ رَضيَ اللهُ عنه وهو يَتْلو القرآنَ في صَلاةِ التَّهجُّدِ، فسَأَلَ عائشةَ: أصَوتُ عَبَّادٍ هذا؟ لمَّا غَلَب على ظنِّه أنَّه صَوتُ عَبَّادٍ، وأراد أنْ يَتأكَّدَ مِن ذلك، سَأَل عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها، فأجابتْ: نَعَم، هو صَوتُ عَبَّادٍ، فدَعا له وقال: اللَّهمَّ ارحَمْ عبَّادًا.
وفي الحديثِ: جَوازُ النِّسيانِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيما لَيس طَريقُه البَلاغُ.
وفيه: الدُّعاءُ لمَن أحْرَزَ الإنسانُ مِن جِهتِه خَيرًا، وإنْ لم يَقصِدْه ذلك الإنسانُ.
وفيه: فَضيلةٌ ظاهرةٌ لعَبَّاد بنِ بِشرٍ رَضيَ اللهُ عنه.
وفيه: الدُّعاءُ للمسلمِ بظَهْرِ الغَيبِ.
وفيه: رفْعُ الصَّوتِ بالقراءةِ في اللَّيلِ، وفي المسجدِ، ولا كَراهةَ فيه إذا لم يُؤذِ أحَدًا، ولا تَعرَّضَ للرِّياءِ والإعجابِ.