باب صفة أمة محمدﷺ8

سنن ابن ماجه

باب صفة أمة محمدﷺ8

حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري، حدثنا حسين بن حفص الأصبهاني، حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة
عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون من هذه الأمة، وأربعون من سائر الأمم"

كرَّم اللهُ سبحانه وتعالى الأمَّةَ الإسلاميَّةَ وأحسَن إليها فضْلًا منه ورحْمةً، وتكرِيمًا لنَبيِّه، فجعَلها أكثَرَ الأُمَمِ دُخولًا للجنَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "أهْلُ الجنَّةِ عِشرون ومِئةُ صَفٍّ، ثَمانون منها مِن هذه الأمَّةِ"، أي: ثَمانون صفًّا مِن أمَّةِ الإسلامِ، "وأربعون مِن سائِرِ الأُمَمِ"، أي: أربعون صفًّا مِن باقي الأمَمِ، فيَزِيدُ بذلك عدَدُ أمَّةِ الإسلامِ عن النِّصفِ فيَصِلُ إلى الثُّلثينِ مِن جملَةِ الصُّفوفِ الَّتي تدخُلُ الجنَّةَ؛ كرامَةً مِن اللهِ سبحانه وتعالى لهذه الأمَّةِ، وقيل: الثَّمانون صَفًّا تُساوي الأربعين صفًّا، فتكونُ الأُمَّةُ حينَئذٍ نِصْفَ العدَدِ، وإنْ زادَتْ في الصُّفوفِ كما رجَا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ذلك للأمَّةِ؛ كما في حديثٍ آخَرَ، ولكنَّ الظَّاهرَ مُساواةُ الصُّفوفِ لبعْضِها، وقيل: رَجاءُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُحتَملُ أنَّه رَجا النِّصفَ، فزادَه اللهُ أكثَرَ ممَّا أرادَ؛ فضْلًا منه سبحانه وتعالى.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ اللهِ سبحانَه وتعالَى على أُمَّةِ الإسلامِ.