باب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم24
سنن الترمذى
حدثنا هناد قال: حدثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن عمرو الأودي، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار، على كل قريب هين سهل»: «هذا حديث حسن غريب»
لقدْ حثَّ الإسلامُ على الأخلاقِ الحَسَنةِ في مُعامَلةِ النَّاسِ؛ فرَغَّبَ في حُسْنِ مُعاشَرتِهِمْ واللِّينِ معهم.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أَلَا أُخْبِرُكُمْ "بمَنْ يَحْرُمُ على النَّارِ"، أي: يُمْنَعُ ويُحْجَزُ عن دُخولِها، فيُعافى منها، "وبمَنْ تَحْرُمُ عليه النَّارُ؟" أي: تُصْبِحُ النَّارُ مُحرَّمةً عليه فلا يَدْخُلُها، هي مِنْ بابِ التَّأكيدِ، فهي كالجُمْلةِ السَّابِقةِ، ثُمَّ أَوْضَحَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صِفَةَ المُعافى مِنَ النَّارِ فقال: "على كُلِّ قَريبٍ"، أي: قريبٍ إلى النَّاسِ "هَيِّنٍ"، أي: يتَّصِفُ بالسُّكونِ والوَقارِ، واللِّينِ في تصرُّفاتِهِ مع النَّاسِ "سَهْلٍ"، أي: سَهْلِ المُعامَلةِ والخُلُقِ، مُيسِّرٍ على النَّاسِ.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على لَينِ الجانِبِ في مُعامَلةِ النَّاسِ.