باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -10
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا، حتى كنت من القرن الذي كنت فيه".
النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اخْتارَه اللهُ سُبحانَه وتعالَى مِن خَيرِ طَبقاتِ البَشَرِ، طَبقةً بعْدَ طَبَقةٍ؛ فكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنتقِلُ مِن الأصْلابِ الشَّريفةِ إلى الأرْحامِ الشَّريفةِ، حتَّى ظَهَر أخيرًا مِن البَيتِ الهاشِميِّ؛ أشرَفِ بُيوتاتِ العرَبِ، وأعْرقِها نسَبًا، وأعْلاها مَنزِلةً في جَزيرةِ العرَبِ كلِّها.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن نفْسِه: «بُعِثتُ مِن خَيرِ قُرونِ بَني آدَمَ، قَرنًا فقَرنًا»، والقَرنُ: أهلُ زَمانٍ واحِدٍ مُتَقارِبٍ، «حتَّى كُنْتُ مِن القَرنِ الَّذي كُنتُ فيه»، أي: أنَّه انْتُقيَ منَ القُرونِ وأفضَلِها قَرنًا بعْدَ قَرنٍ، حتَّى وصَل إلى الزَّمنِ الَّذي ظهَر فيه ووُلدَ، فانتقَلَ أوَّلًا مِن صُلبِ ولَدِ إسْماعيلَ، ثمَّ مِن كِنانةَ، ثمَّ مِن قُريشٍ، ثمَّ مِن بَني هاشمٍ، فالفاءُ في قولِه: «فقَرنًا» للتَّرتيبِ في الفَضلِ على سَبيلِ التَّرقِّي مِن الآباءِ مِن الأبعَدِ إلى الأقرَبِ فالأقرَبِ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ خَيريَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واصْطفائِه.