باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -7
بطاقات دعوية
عن قتادة قال: سألت أنسا: هل خضب النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا (17)؛ إنما كان شيء في صدغيه.
الشَّيبُ نورُ المُسلِمِ ووَقارُهُ، يَمنَعُه الغُرورَ والطَّرَبَ، ويَجعلُهُ أميَلَ إلى الطَّاعةِ والتَّوْبةِ.
وفي هذا الحَديثِ بَيانٌ لصِفةٍ مِن صِفاتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وشِمالٍ -بكَسرِ الشِّينِ المُعجَمةِ- مِن شَمائلِهِ؛ فيَحْكي التَّابِعيُّ قَتادةُ بنُ دِعامةَ أنَّه سَأَل أنَسًا رَضيَ اللهُ عنه: هلْ خَضَب النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَعرَه؟ والخَضْبُ: هو صَبغُ الشَّعرِ بالحِنَّاءِ ونَحوِه، فأجابَه: لا، لم يَخضِبْ؛ وذلك لأنَّ الشَّعرَ الأبْيضَ كان قَليلًا في صُدغَيْهِ، وهو ما بيْن الأُذنِ والعَينِ، ويُطلَقُ على الشَّعرِ المُتَدلِّي منَ الرَّأسِ في ذلك المَوضِعِ، أي: فلم يَحتَجْ إلى أنْ يَخضِبَ.
وقد ثبَت في الصَّحيحَينِ، عنِ ابنِ عُمَرَ أنَّه قال: «وأمَّا الصُّفرةُ فإنِّي رأيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصبُغُ بها»، وأُجيبُ بأنَّه يُحتَمَلُ أنَّه صَبَغ تلك الشَّعَراتِ القَليلةَ في حينٍ مِن الأوقاتِ، وترَكَه في مُعظَمِ الأوْقاتِ، فأخبَرَ كلٌّ بما رَأى، وكِلاهما صادقٌ، وقيلَ أيضًا: إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رُبَّما كان يَستَعمِلُ الوَرْسَ والزَّعْفرانَ للتَّنْظيفِ والتَّطيُّبِ، فيَبْقى أثَرُه عليه، ولمْ يكُنْ يَستَعمِلُه في صَبْغِ شَعرِه.