باب صلاة الرجل التطوع في بيته
حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، حدثنا يحيى، عن عبيد الله ، أخبرني نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبورا»
كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على أمته، يعلمهم الخير، ويأمرهم بما ينفعهم
وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المسلمين أن يصلوا في بيوتهم بعض الصلوات من النوافل والسنن؛ مثل الضحى وقيام الليل والتهجد وغير ذلك، والمراد الحث على صلاة النافلة في البيت؛ فقد جاء في الصحيحين من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته، إلا المكتوبة»؛ لكون ذلك أبعد من الرياء، وأصون من المحبطات، وليتبرك به البيت، وتنزل الرحمة فيه والملائكة، وتنفر منه الشياطين، وتحيا هذه البيوت ويحيا من فيها ببركة الصلاة وما فيها من ذكر ودعاء، ولا تتخذ قبورا بحيث تكون كأن أهلها أموات يسكنون القبور. وقيل: يحتمل أن يكون معناه: لا تجعلوا بيوتكم أوطانا للنوم لا تصلون فيها؛ فإن النوم أخو الموت