باب عرق النبي - صلى الله عليه وسلم - في البرد حين يأتيه الوحي 1
بطاقات دعوية
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت إن كان لينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغداة الباردة ثم تفيض جبهته عرقا. (م 7/ 82
الوحْيُ هو الإعلامُ بالشَّرعِ، وهو كَلامُ اللهِ المُنزَّلُ على الأنبياءِ عليهم السَّلامُ، وله أقسامٌ وصُوَرٌ مُتنوِّعةٌ.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمنين عائشَةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ الوحيَ كانَ يَنزِلُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن اللهِ سُبحانه في بعضِ الأحيانِ في صَباحِ اليَومِ البارِدِ، فكانت جَبهَتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَفيضُ عَرقًا؛ مِن شِدَّةِ ما يَلقاهُ مِنَ الوَحيِ، فيَجِدُ لَه مَشقَّةً ويَغشاهُ كَربٌ؛ لِثِقلَ ما يُلْقى عَليهِ، وهذا بَيانٌ لِما رأَتْه عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها مِن الشَّدِّةِ وكَثرةِ مُعاناةِ التَّعبِ لِما في العرَقِ في شِدَّةِ البردِ مِن مُخالَفةِ العادةِ، وفي رِوايةٍ للبُخاريِّ قالت عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها: «ولقدْ رَأيتُه يَنزِلُ عليه الوحيُ في اليومِ الشَّديدِ البَردِ، فيَفصِمُ عنه وإنَّ جَبينَه لَيَتفصَّدُ عَرقًا» مَأخوذٌ مِن الفصْدِ، وهو قطْعُ العرَقِ لإسالةِ الدَّمِ، شَبَّهَت جَبينَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالعرَقِ المفصودِ مُبالَغةً في كَثرةِ العرَقِ.