باب علامات حب الله تعالى للعبد والحث على التخلق بها والسعي في تحصيلها 2

بطاقات دعوية

باب علامات حب الله تعالى للعبد والحث على التخلق بها والسعي في تحصيلها 2

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( إذا أحب الله تعالى العبد ، نادى
جبريل : إن الله تعالى يحب فلانا ، فأحببه ، فيحبه جبريل ، فينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلانا ، فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض )) متفق عليه . وفي رواية لمسلم : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل ، فقال : إني أحب فلانا فأحببه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في السماء ، فيقول : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل ، فيقول : إني أبغض فلانا فأبغضه . فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فلانا فأبغضوه ، ثم توضع له البغضاء في الأرض )) .

في هذا الحديث بيان فضل تحصيل محبة الله تعالى وما يترتب عليها من الجزاء في الدنيا، فضلا على ما يترتب عليها من نعيم الآخرة؛ فيبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه سبحانه وتعالى إذا أحب عبدا -بسبب طاعته له- نادى الحق تبارك وتعالى جبريل عليه السلام، وقال: إن الله يحب فلانا، فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، والمراد بأهل السماء الملائكة، ثم يوضع له القبول في الأرض عند أكثر من يعرفه من المؤمنين، ويبقى له ذكر صالح، ويقال: معناه: يلقي في قلوب أهلها محبته مادحين له، فتميل إليه القلوب وترضى عنه
وصفة المحبة ثابتة لله سبحانه على ظاهرها على ما يليق بجلال الله سبحانه وتعالى، وحب جبريل والملائكة يحتمل وجهين؛ أحدهما: استغفارهم له، وثناؤهم عليه، ودعاؤهم، والوجه الآخر: أن محبتهم على ظاهرها المعروف من المخلوقين، وهو ميل القلب إليه، واشتياقه إلى لقائه، وسبب حبهم إياه كونه مطيعا لله تعالى، محبوبا منه