باب فى الشح
حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن أبى كثير عن عبد الله بن عمرو قال خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال « إياكم والشح فإنما هلك من كان قبلكم بالشح أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالفجور ففجروا ».
الأمراض القلبية كالحسد والشح وغيرهما من الأمور التي تهلك صاحبها؛ بل الأمة بأسرها إن انتشرت فيها
وفي هذا الحديث ينهى النبي صلى الله عليه وسلم ويحذر من الشح، فيقول: "إياكم والشح"، أي: احذروا الوقوع في الشح؛ وهو أشد البخل، وقيل: البخل يصلح وصفه لأشياء بعينها، أما الشح فهو عام؛ فيكون مثلا البخل في المال، والشح في كل شيء، فيكون الشح صفة لازمة للشخص، بخلاف البخل فيكون صفة لبعض أفعال الشخص؛ "فإنما هلك من كان قبلكم بالشح"، أي: فسبب هلاك الأمم السابقة عندما تملكهم الشح؛ لأنه تسبب لهم في فسوق عظيم، "أمرهم بالبخل"، أمرهم الشح بالبخل بالأموال، فاستجابوا له، "فبخلوا"، "وأمرهم بالقطيعة"، وأمرهم الشح بقيطعة الرحم، فاستجابوا له "فقطعوا، وأمرهم بالفجور"، وأمرهم الشح بالفجور؛ وهو العصيان والفسق والتغول في المعاصي، أو هو الزنى، فاستجابوا له "ففجروا"، فكان بداية هلاكهم هو الاستجابة للشح وعدم مقاومته، فأهلكهم. والشح أصل المعاصي؛ ولذا قال تعالى: {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر: 9]، فحصر الفلاح عليهم