باب فى الغيبة

باب فى الغيبة

حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا الأسود بن عامر حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن جريج عن أبى برزة الأسلمى قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه فى بيته ».

الإسلام دين الأخلاق الحسنة، وقد أمر بحفظ الأعراض من أن تنتهك بالقول أو الفعل؛ لأنه مما يورث العداوة والبغضاء بين المسلمين، وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه" وهذا نداء للتحذير؛ لأن الإيمان يجب أن يكون بالجوارح بعدما يصدق ويستقر في القلب، فتكون الأفعال والأعمال والاستجابة للأوامر والنواهي دليلا على هذا التصديق
"لا تغتابوا المسلمين"، أي: لا تذكروهم في غيبتهم بما يسوءهم ويحزنهم، "ولا تتبعوا عوراتهم"، أي: ولا تتحروا تتبع سقطاتهم وزلاتهم، وكشف ما يسترونه عن الناس من القبائح؛ "فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته"، أي: يكون الجزاء من جنس العمل، فكما تتبعوا سقطات المسلمين وزلاتهم واغتابوهم لفضحهم، سخر الله تعالى له من يتبع عورته فيفضحه حتى وهو في بيته
وفي الحديث: بيان أن الإيمان يكون بالقول والعمل والجوارح، وأن المغتاب لم يستقر الإيمان في قلبه
وفيه: النهي التحذير من الغيبة، والترهيب الشديد من تتبع عورات المسلمين