باب فى المساقاة
حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبى -صلى الله عليه وسلم- عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج من ثمر أو زرع.
جاء الإسلام لينظم العلاقات والمعاملات بين الناس، وجعل هذه العلاقات قائمة على مبدأ التعاون والألفة، والمحبة والمودة، والبعد عن النزاع والشقاق، والضرر والظلم، والخداع
وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر سنة سبع من الهجرة -وهي بلدة تقع شمال المدينة على طريق الشام، تبعد عن المدينة 95 ميلا (153 كم)، وكان يسكنها اليهود- أقر اليهود على البقاء في بساتين النخيل والحقول الزراعية، واتفق معهم على المشاركة في إنتاجها، في مقابل أن يقوموا بمؤونتها وخدمتها وسقيها، ويكون لهم نصف ما يخرج منها من ثمر النخيل، وهذه هي المساقاة، ونصف ما يخرج منها من الزرع، وهذه هي المزارعة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي أزواجه مئة وسق نصيبهن من ذلك: ثمانون وسقا من التمر، وعشرون وسقا من الشعير، والوسق: ستون صاعا، والصاع أربعة أمداد، والمد بقدر ما يمد الرجل المعتدل اليدين يديه. والوسق يعادل (130) كيلوجراما تقريبا بالأوزان الحديثة
واستمر الأمر على هذا الحال إلى عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلما أجلى رضي الله عنه يهود خيبر إلى تيماء وأريحاء، وقسم أرض خيبر على المسلمين، خير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بين أن يعطيهن نصيبهن من الأرض وبين أن يمضي لهن نصيبهن من الوسق، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل معهن، فمنهن من اختارت الأرض، ومنهن من اختارت الوسق، وكانت عائشة رضي الله عنها ممن اختار الأرض
وفي الحديث: مشروعية المزارعة والمساقاة