باب فى تمرة العجوة
حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هاشم بن هاشم عن عامر بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال « من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ».
تفضل الله سبحانه على عباده بنعم كثيرة وأفضال جليلة، ومن ذلك أن جعل في بعض الأطعمة بركة وشفاء
وفي هذا الحديث توجيه من النبي صلى الله عليه وسلم للأخذ بالأسباب في حفظ النفس من شر السم والسحر؛ حيث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أكل في صباح كل يوم سبع تمرات من التمر المعروف بالعجوة على الريق؛ لم يضره في ذلك اليوم شيء من المواد السامة التي قد تسبب بأي شكل من الأشكال المرض أو الموت، إذا تناولها أو استنشقها الإنسان، أو تعرض لها عن طريق الجلد، أو العين، أو عن طريق اللدغات
وكذلك يحفظ من المواد السحرية، والسحر: هو قراءات وطلاسم يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشياطين فيما يريد به ضرر المسحور، فمن أكل سبع تمرات في الصباح يحفظه الله عز وجل من جميع الأشياء الضارة جسميا أو نفسيا
وتخصيص عدد السبع الوارد في الحديث من الأمور التي علمها الشارع ولا نعلم نحن حكمتها؛ فيجب الإيمان بها، واعتقاد فضلها والحكمة فيها، وهذا كأعداد الصلوات، ونصاب الزكاة، وغير ذلك
وقد اختلف العلماء في تخصيص (نوع التمر): هل يختص بتمر العجوة، أم يندرج تحت هذا الحديث أي نوع من أنواع التمر؟ فالنص هنا على تمر العجوة عامة، لكن جاء عند مسلم، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح، لم يضره سم حتى يمسي»، وظاهره خصوصية عجوة المدينة ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لتمر المدينة، لا لخاصية في التمر، وقيل بالعموم في كل العجوة
وفي الحديث: فضل العجوة من التمر في مقاومة السموم والسحر