باب فى رفع الصوت بالقراءة فى صلاة الليل
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة رضى الله عنها : أن رجلا قام من الليل فقرأ فرفع صوته بالقرآن فلما أصبح قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : « يرحم الله فلانا كأين من آية أذكرنيها الليلة كنت قد أسقطتها ». قال أبو داود : رواه هارون النحوى عن حماد بن سلمة فى سورة آل عمران فى الحروف (وكأين من نبى ).
( أن رجلا قام من الليل فقرأ فرفع صوته بالقرآن ) : وفي رواية لمسلم " كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستمع قراءة رجل في المسجد فقال ـ رحمه الله ـ لقد أذكرني آية كنت أنسيتها " وفي رواية له " سمع رجلا يقرأ من الليل فقال يرحمه الله ، لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أسقطتها من سورة كذا وكذا " ( كأين من آية ) : أي كم من آية ( أذكرنيها الليلة ) : مفعول أذكرني وفاعله فلان وهذه الآية الكريمة من سورة يوسف وكأين من آية في السماوات والأرض قال النووي وفي الحديث فوائد منها جواز رفع الصوت بالقراءة في الليل ، وفي المسجد ، ولا كراهة فيه إذا لم يؤذ أحدا ولا تعرض للرياء والإعجاب ونحو ذلك ، وفيه الدعاء لمن أصاب الإنسان من جهته خيرا وإن لم يقصده ذلك الإنسان وفيه أن الاستماع للقراءة سنة ، وفيه جواز قول سورة كذا كسورة البقرة ونحوها ولا التفات إلى من خالف في ذلك ، فقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة على استعماله انتهى
( قد أسقطتها ) : أي تركتها في القراءة نسيانا ( عن حماد بن سلمة ) : غرضه أن هارون النحوي قال عن حماد بن سلمة يرحم الله فلانا أذكرني في سورة آل عمران حروفا أي كلمات أسقطتها وهي قوله تعالى وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي بنحوه