باب فى لزوم السنة
حدثنا عبد الوهاب بن نجدة حدثنا أبو عمرو بن كثير بن دينار عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبى عوف عن المقدام بن معديكرب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال « ألا إنى أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلى ولا كل ذى ناب من السبع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغنى عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه ».
السنة النبوية الصحيحة وحي من الله تعالى؛ فالقرآن هو الوحي المتلو المتعبد بتلاوته، والسنة الصحيحة هي من الوحي غير المتلو، ولكننا مكلفون باتباع ما ورد فيها؛ فالسنة مفسرة وموضحة للقرآن، ومخصصة ومقيدة لبعض ما فيه؛ فليس لأحد أن يزعم الاكتفاء بالقرآن عن السنة المطهرة؛ فالواجب تعظيم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة قدرها، والالتزام بها، وعدم إنكارها
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم "ألا هل عسى"، أي: قد اقترب زمان أن يكون هناك "رجل يبلغه"، أي: يتحدث إليه بالحديث "عني" أي: عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم وصف النبي عليه الصلاة والسلام حال هذا الرجل من الترف والبطر والإعجاب برأيه، فقال: "وهو متكئ" أي: جالس على "أريكته" وهي فراشه، فيقول: "بيننا وبينكم كتاب الله"، أي: إن الذي يفصل بيننا وبينكم في أمور الدين هو القرآن الكريم كتاب الله؛ فهو يكفينا "فما وجدنا فيه" أي: في القرآن "حلالا"، أي: أباحه الله عز وجل في كتابه "استحللناه"، أي: عملنا به واستعملناه، وما وجدنا فيه "حراما"، أي: ما منعه الله على عباده أن يفعلوه "حرمناه" أي: ابتعدنا عنه واجتنبناه، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم" أي: وكل شيء حرمه رسول الله أو نهى عنه في سنته "كما حرم الله"، أي: هو في الحكم مثل ما حرمه الله في كتابه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم المبلغ عن ربه وأنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى
وفي الحديث: بيان أهمية السنة النبوية
وفيه: إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء لم يقع في زمن الصحابة، وسيقع في المستقبل، وهو من دلائل نبوته الشريفة