‌‌باب في استقبال الإمام إذا خطب

سنن الترمذى

‌‌باب في استقبال الإمام إذا خطب

حدثنا عباد بن يعقوب الكوفي قال: حدثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا»: وفي الباب عن ابن عمر «وحديث منصور لا نعرفه إلا من حديث محمد بن الفضل بن عطية»، ومحمد بن الفضل بن عطية ضعيف ذاهب الحديث عند أصحابنا، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: يستحبون استقبال الإمام إذا خطب، وهو قول سفيان الثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق.: «ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء»
‌‌

لصَلاةِ الجُمُعةِ وخُطبتِها آدابٌ وسُننٌ، الْتزَمَها الصَّحابةُ الكِرامُ ونقَلوها عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: "كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا استوى على المِنْبرِ"، أي: اعتدَلَ في وُقوفِه على المنْبرِ للخُطبةِ، "استَقبَلْناهُ بوُجوهِنا"، أي: أقبَلْنا عليه بوُجوهِنا وأعيُنُنا تنظُرُ إليه، وهذا من آدابِ الخُطبةِ في المسجدِ: أنْ يَتواجَهَ الخطيبُ والسَّامعونَ وجْهًا لوجهٍ؛ لِما فيه من قُوَّةِ التَّأثيرِ والتَّأثُّرِ، ولِيتفرَّغوا لسَماعِ الموعظةِ وتدبُّرِ كَلامِ الخطيبِ ولا يَشْتغِلوا بغيْرِه. وهذا محمولٌ على التوجُّهِ إليه في الصُّفوفِ لا بالتحلُّقِ حولَ المِنْبَر.