باب في التعاون على البر والتقوى 1
بطاقات دعوية
(وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث) أي: أراد أن يبعث (بعثاً إلى بني لحيان) بكسر اللام وفتحها والكسر أشهر، بطن (من هذيل) إذ هو لحيانبن هذيلبن مدركةبن إلياسبن مضر.
قال المصنف في «شرح مسلم» واتفق العلماء على أن بني لحيان كانوا في ذلك الوقت كفاراً، فبعث إليهم بعثاً يغزوهم (فقال) لذلك البعث (لينبعث من كل رجلين أحدهما) مراده كما قال المصنف من كل قبيلة نصب عددها (والأجر) أي مجموع الحاصل للغازي والخالف له بخير (بينهما) فهو بمعنى قوله في الحديث قبله: «ومن خلف غازياً فقد غزا» وأما حديث مسلم: «أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج».
يسر الله على العباد كسب الحسنات والأجر الذي ينفعهم في الآخرة، فكل من أعان مؤمنا على عمل بر، فللمعين عليه أجر مثل العامل به
وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من جهز غازيا في سبيل الله، بأن هيأ له أسباب سفره، من ماله، أو من مال الغازي؛ فقد غزا، أي: له مثل أجر الغزو، وإن لم يغز حقيقة، من غير أن ينقص من أجر الغازي شيء؛ لأن الغازي لا يمكنه الغزو إلا بعد أن يكفى ذلك العمل، فصار المعين للغازي كأنه يباشر معه الغزو، ولكن يضاعف الأجر لمن جهز من ماله ما لا يضاعف لمن دله أو أعانه إعانة مجردة عن بذل المال.
وكذلك من خلف غازيا في سبيل الله في أهله، ومن يتركهم، بأن قام مقامه في إصلاح حال أهله، وعنايته بهم، فله أجر الغزو، فمن تولى أمر الغازي، وناب منابه في مراعاة أهله زمان غيبته، شاركه في الثواب؛ لأنه فرغ الغازي وكفاه أمر أهله وعياله، وبدون هذه الكفاية ما كان يستطيع الخروج للغزو
وفي الحديث: الحث على التعاون على الخير