باب: في الصلاة على أهل القبلة 6
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو كريب، حدثنا سعيد بن شرحبيل، عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن المغيرة، عن أبي الهيثم
عن أبي سعيد، قال: كانت سوداء تقم المسجد فتوفيت ليلا، فلما أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر بموتها، فقال: "ألا آذنتموني بها؟ " فخرج بأصحابه، فوقف على قبرها، فكبر عليها والناس من خلفه، ودعا لها، ثم انصرف (1).
كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما وَصَفَه ربُّه في قُرآنِه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]، وصَلاتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الميِّتِ رَحمةٌ له ونُورٌ يُنوِّرُ اللهُ به قبْرَ الميِّتِ.وفي هذا الحديثِ يَروي أبو هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ سَألَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الرَّجلِ أوِ المرأةِ السَّوداءِ الَّتي كانتْ تُنظِّفُ المسجِدَ وتَكْنُسُه، فَأخبَروه أنَّها ماتَتْ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصحابِه: «أَفَلا كُنْتم آذَنْتُموني» فأعْلمتُموني بموتها، وفي رِوايةِ الصَّحيحينِ أنَّهم حقَّروا شَأنَ الميِّتِ ولم يَهتمُّوا به كَثيرًا، وفي رِوايةِ النَّسائيِّ عن أبي أُمامةَ بنِ سَهلِ بنِ حُنيفٍ رَضيَ اللهُ عنه: «كَرِهنا أنْ نُوقِظَك لَيلًا». ثُمَّ سَأَلَ عَن قَبْرِها أو قَبْرِه وصلَّى على الميِّتِ عندَ القبْرِ بعْدَ أنْ دُفِنَ.وفي الحديثِ: فَضلُ تَنظيفِ المسجدِ، والسُّؤالُ عَن الخادمِ والصَّديقِ إذا غابَ.وفيه: المُكافأةُ بالدُّعاءِ، والتَّرغيبُ في شُهودِ جَنائزِ أهْلِ الخَيرِ.وفيه: مَشروعيَّةُ الصَّلاةِ على الميِّتِ الحاضِرِ عندَ قَبْرِه لمَن لم يُصَلِّ عليه، والإعلامُ بالموتِ.