باب في فضائل أم سليم أم أنس بن مالك - رضي الله عنها - 2

بطاقات دعوية

باب في فضائل أم سليم أم أنس بن مالك - رضي الله عنها - 2

 عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال دخلت الجنة فسمعت خشفة (1) فقلت من هذا قالوا هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك. (م 7/ 145

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُبشِّرُ أصحابَه بالبُشرياتِ الدُّنيويَّةِ والأُخرويَّةِ الَّتي تُثبِّتُهم على الإيمانِ وعلى العملِ الصَّالحِ.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه دخَلَ الجَنَّةَ، وفي رِوايةٍ أُخرى عندَ مُسْلمٍ: «أُرِيتُ الجنَّةَ»، وهذا الدُّخولُ وتلك الرُّؤيةُ كانت في النَّومِ، ورُؤيا الأنبياءِ حقٌّ ووَحيٌ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ، ثمَّ سَمِع النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الجنَّةِ «خَشفةً»، أي: حَركةً وصوتًا ليس بِالشَّديدِ، والمرادُ هنا: صَوتُ النَّعْلِ النَّاشئِ مِن حَركةِ الماشي؛ فَسألَ: مَن هذا؟ أي: صاحبُ هذا الصَّوتِ؟ فأجابتِ الملائكةُ: «هذه الغُمَيْصاءُ بنتُ مِلْحان»، وفي حَديثِ جابرٍ رَضيَ اللهُ عنه عند البخاريِّ: «فإذا أنا بالرُّمَيصاءِ» وَهي أُمُّ سُلَيْمٍ رَضيَ اللهُ عنها، وهي أُمُّ أنسِ بنِ مالكٍ.
وكانت أُمُّ سُلَيمٍ رَضيَ اللهُ عنها عَظيمةَ القَدْرِ في حَياتِها كلِّها، مِن عُقلاءِ النِّساءِ، ومِن الصَّالحاتِ، عَرَضَت ابْنَها أنسًا رَضيَ اللهُ عنه على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيَخدُمَه، فقَبِلَه، وقدْ كانت تحْتَ مالكِ بنِ النَّضرِ في الجاهليَّةِ، فوَلَدَت له أنسًا رَضيَ اللهُ عنه، فلمَّا جاء اللهُ تَعالَى بالإسلامِ أسْلَمَت، وعَرَضت على زَوجِها الإسلامَ، فغَضِبَ عليها، وخَرَج إلى الشَّام، فتَزوَّجَت بعْدَه أبا طَلْحةَ رَضيَ اللهُ عنه، خطَبَها وهو مُشرِكٌ، فأبَتْ عليه إلَّا أنْ يُسلِمَ، فأسْلَمَ، فوَلَدَت له غُلامًا، فمات صَغيرًا، ثمَّ وَلَدَت له عبْدَ اللهِ بنَ أبي طَلْحةَ، فبُورِكَ فيه وفي إخوتِه، وكانوا عشَرةً، كلُّهم حُمِل عنه العلمُ.
وفي الحديثِ: فضْلُ أمِّ سُلَيْمٍ رَضيَ اللهُ عنها، وتَبشيرُها بِالجنَّةِ.