باب في فضل التكبيرة الأولى
سنن الترمذى
حدثنا عقبة بن مكرم، ونصر بن علي، قالا: حدثنا سلم بن قتيبة، عن طعمة بن عمرو، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق «،» وقد روي هذا الحديث عن أنس موقوفا، ولا أعلم أحدا رفعه إلا ما روى سلم بن قتيبة، عن طعمة بن عمرو " وإنما يروى هذا عن حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنس بن مالك قوله. حدثنا بذلك هناد قال: حدثنا وكيع، عن خالد بن طهمان، عن حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنس قوله ولم يرفعه. وروى إسماعيل بن عياش هذا الحديث، عن عمارة بن غزية، عن أنس بن مالك، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا. وهذا حديث غير محفوظ، وهو حديث مرسل. عمارة بن غزية لم يدرك أنس بن مالك قال محمد بن إسماعيل: حبيب بن أبي حبيب يكنى أبا الكشوثا، ويقال أبو عميرة
حَثَّ الشَّرْعُ ورَغَّبَ في المُحافَظةِ على الصَّلاةِ في المَسجِدِ، وحُضورِ الجَماعاتِ؛ لتَحْصيلِ الأجْرِ والثَّوابِ الكَبيرِ على ذلك. وفي هذا الحديثِ بَيانٌ لِعَظيمِ أجْرِ مَن واظَبَ على الصَّلاةِ في المَسْجِدِ مُدْرِكًا تَكْبيرةَ الإحْرامِ، فيَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ: "مَن صلَّى للهِ"، أي: مَن صلَّى وقَصَدَ بصَلاتِه وَجْهَ اللهِ سُبْحانَه وتَعالى مُدَّةَ "أرْبَعينَ يَومًا في جَماعَةٍ"، مُواظِبًا على هذه الصَّلاةِ في جَماعَةِ المُسْلِمينَ، والمُرادُ بها: صَلَواتُ الفَريضَةِ الخَمْسُ، "يُدْرِكُ" في كلٍّ منها "التَّكْبيرةَ الأُولى"، فلا تَفوتُه تَكْبيرةُ الإحْرامِ؛ كان جزاؤُه أنْ "كُتِبَتْ له" عندَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ "بَراءَتانِ"؛ الأُولى: "بَراءةٌ مِن النَّارِ"، أي: خلاصٌ له مِن النَّارِ ونجاةٌ منها، والثَّانيةُ: "بَراءةٌ مِن النِّفاقِ"، أي: خلاصٌ له مِن صِفاتِ المُنافِقينَ، ويُوَفِّقُه اللهُ لِأنْ يَكونَ مُخْلِصًا، وهذا مِن فَضْلِ اللهِ على عِبادِه المُؤمِنينَ، ولِيُحافِظوا على الصَّلَواتِ في جَماعةٍ.
وفي الحديثِ: فَضيلَةُ المُحافَظةِ على الصَّلَواتِ في جَماعَةٍ، وإدْراكِ تَكْبيرةِ الإحْرامِ فيها.
وفيه: إشارةٌ إلى تَخْليصِ الأعْمالِ، وإخْلاصِ النِّيَّةِ لرَبِّ العالَمينَ.
وفيه: بَيانُ سُوءِ النِّفاقِ، والتَّنفيرُ منه، والإيماءُ إلى وُجوبِ الفِرارِ منه؛ إذْ إنَّه قُرِنَ بالنَّارِ.