حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة»: «هذا حديث حسن صحيح»
قال اللهُ تعالى في أهْلِ بَيْعةِ الرِّضْوَان- الذين بايَعوا النَّبِيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم تَحْتَ شَجَرةٍ فِي الحُدَيبِيَة-: {لَقَدْ رَضِيَ اَللَّهُ عَنِ اَلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ اَلشَّجَرَةِ} [الفتح: 18]، وفي هذا الحَديثِ بِشارةٌ عَظيمةٌ أيضًا لهم، حيثُ يقولُ النَّبِيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "لا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ ممَّن بايَع تَحْت الشَّجَرَة"، أي: إِنَّهُم لا يَدْخلُونَهَا قطعًا لا قَلِيلًا وَلا كَثِيرًا، وعَدَمُ دُخُولِهِم النَّارَ لا يَعْنِي عَدَم مُحَاسَبَتِهِم، بَل ذلك كُلُّه مَرَدُّه إلى اللَّهِ الكَرِيمِ بِفَضْلِهِ، ولكنَّه بِشَارةٌ مُؤَكَّدةٌ أَنَّ مَصِيرَهُم الجَنَّةُ وأنَّهم لا يَدخُلون النَّارَ، وفي هذا إشَارَةٌ صَريحةٌ إلى فضْلِ أصْحَاب الشَّجَرة عَلَى غَيْرهم مِمَّن وُجِدَ بِمَكَّةَ والمَدِينَةِ.
وأَرجحُ ما قيل في عَدَدِ الصَّحَابَةِ الذين بَايَعُوا النَّبِيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في هذا اليَوْم أنَّهم كانوا أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِئَة، وقِيل في عَددِهم غيرُ ذلك. .