باب قصة خزاعة
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة".
في هذا الحَديثِ يُخبِرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ عَمْرَو بنَ لُحَيِّ بنِ قَمَعةَ بنِ خِنْدِفَ، ولُحَيٌّ: اسمُه رَبيعةُ، وقَمَعةُ مَنْسوبٌ إلى أُمِّه، وإلَّا فأبوهُ اسمُه إلْياسُ بنُ مُضَرَ، وخِنْدِفُ هي لَيْلى بِنتُ حُلْوانَ بنِ عِمْرانَ بنِ الْحافِ بنِ قُضاعةَ، ولُقِّبَت بخِنْدِفَ؛ لمِشْيتِها، والخِنْدِفةُ الهَرْوَلةُ، واشتَهَر بَنوها بالنِّسبةِ إليها دونَ أبيهِم؛ لأنَّ زَوجَها إلْياسَ بنَ مُضَرَ والدَ قَمَعةَ لمَّا ماتْ حَزِنَت عليه حُزنًا شَديدًا، بحيثُ هجَرَتْ أهْلَها ودارَها، وساحَتْ في الأرضِ حتَّى ماتتْ، فكان مَن رَأى أوْلادَها الصِّغارَ يقولُ: مَن هؤلاء؟ فيُقالُ: بَنو خِنْدِفَ، إشارةً إلى أنَّها ضيَّعَتْهم، واشتَهَر بَنوها بالنَّسبِ إليها دونَ أبيهم.
وأخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ عَمرَو بنَ لُحَيٍّ هو أبو خُزاعةَ، وسَببُ تَسميَتِهم خُزاعةَ: أنَّ أهلَ سَبأٍ لمَّا تَفرَّقوا بسَببِ سَيلِ العَرِمِ، نزَل بَنو مازنٍ على ماءٍ يُقالُ له: غسَّانُ، فمَن أقامَ به فهو غَسَّانيٌّ، وانخَزَعَت منهم بَنو عَمْرِو بنِ لُحَيٍّ عن قَومِهم، فنَزَلوا مكَّةَ، وما حَولَها، فسُمُّوا خُزاعةَ، وتَفرَّقَ سائرُ الأَزْدِ.
ويُقالُ لخُزاعةَ: بَنو كَعبٍ، كما في رِوايةِ مُسلمٍ، نُسِبوا إلى جَدِّهم كَعبِ بنِ عَمْرِو بنِ لُحَيٍّ، وقيلَ: تُنسَبُ خُزاعةُ مرَّةً إلى اليَمنِ، ومرَّةً إلى مُضَرَ، وجمَع البعضُ بيْن القَولَينِ؛ فزعَم أنَّ حارِثةَ بنَ عَمرٍو لمَّا مات قَمَعةُ ابنُ خِندِفَ كانتِ امْرأتُه حامِلًا بلُحَيٍّ، فولَدَتْه وهي عندَ حارِثةَ، فتَبنَّاه، فنُسِبَ إليه، فعلى هذا فهو مِن مُضَرَ بالوِلادةِ، ومنَ اليَمنِ بالتَّبنِّي.
وسَببُ ذِكرِه ما ورَد في الصَّحيحَينِ، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «رَأيْتُ عَمْرَو بنَ لُحَيِّ بنِ قَمَعةَ بنِ خِندِفَ أبا بَني كَعبٍ هؤلاء، يَجُرُّ قُصْبَه في النَّارِ»، وهي الأمْعاءُ؛ وذلك لأنَّ عَمْرَو بنَ لُحَيٍّ هو أوَّلُ مَن غيَّر دِينَ إبْراهيمَ في مكَّةَ، وجعَل الأصْنامَ حَولَ الكَعبةِ.