باب لا يحج البيت مشرك ولا يطوف بالبيت عريان وبيان يوم الحج الأكبر
بطاقات دعوية
حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عن أبي هريرة، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، بعثه في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل حجة الوداع يوم النحر، في رهط، يؤذن في الناس: ألا لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان
كان المشركون يحجون كل سنة، وكان بعضهم يطوف بالبيت عريانا، فلما فتح الله مكة أمر نبيه أن يمنع كل أفعال الجاهلية حول البيت، وأن يعلن البراءة من الشرك والمشركين، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه على الحجاج في العام التاسع من الهجرة، وهي الحجة التي قبل حجته صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يعلن في الناس هذه المبادئ
وفي هذا الحديث يخبر أبو هريرة رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قد أرسل جماعة -منهم أبو هريرة رضي الله عنه- يوم النحر يعلمون الناس وينادون فيهم ألا يقرب البيت الحرام بعد هذا اليوم مشرك، وألا يطوف بالبيت عريان. ويوم النحر هو يوم عيد الأضحى، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة. ومنى: واد قرب الحرم المكي ينزله الحجاج ليرموا فيه الجمار
وأخبر أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد أبي بكر رضي الله عنه يقرأ على الناس سورة براءة؛ لينقض عهد المشركين، و(براءة) هي سورة التوبة، وأن ينادي أيضا بمثل ما بعث به أبو بكر رضي الله عنه، فأذن علي رضي الله عنه معهم يوم النحر بسورة براءة، وبمثل ما أذن أبو هريرة وأصحابه بألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان
وكان صدر سورة التوبة قد أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد خروج أبي بكر رضي الله عنه بالحجاج إلى مكة، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه نائبا عنه يتلوها على الناس، وقيل: كان من عادة العرب أن يقوم بإبرام العهود أو نقضها سيد القوم، أو من ينوب عنه من قرابته
وفي الحديث: فضيلة ومنقبة لأبي بكر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما
وفيه: أن موسم الحج تبرز فيه المفاصلة التامة مع أهل الشرك والكفر