باب لبس الصوف1
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر، حدثنا الحسن بن موسى، عن شيبان، عن قتادة، عن أبي بردة
عن أبيه، قال: قال لي: يا بني، لو شهدتنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أصابتنا السماء، لحسبت أن ريحنا ريح الضأن (1)
كان كثيرٌ مِن المسلِمين في أوَّلِ شأنِهم بالمدينةِ فُقراءَ قَليلي الثِّيابِ، حتَّى إنَّ أبا بُردَةَ بنَ أبي موسى الأشعريَّ يقول-كما في هذا الحَديثِ-: "قال لي أبي: يا بُنيَّ، لو رأيتَنا ونحنُ معَ نَبيِّنا صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: في زمَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ومُلازمَتِهم له، والمراد: أنَّهم وهُم معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كانوا يَلبَسون الصُّوفَ، "وقد أصابَتْنا السَّماءُ"، أي: أصاب الثِّيابَ ماءُ المطَرِ، "حَسِبتَ أنَّ ريحَنا"، أي: الَّتي تَخرُجُ مِن الثِّيابِ "ريحُ الضَّأنِ"؛ وذلك لأنَّهم كانوا يَلبَسون الثِّيابَ المصنوعةَ مِن صُوفِ الضَّأنِ، فإذا ابتَلَّتْ ظهَر مِنها ريحُ الضَّأنِ.