حدثنا ابن السرح حدثنا ابن وهب أخبرنى يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال بلغنى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- افتتح خيبر عنوة بعد القتال ونزل من نزل من أهلها على الجلاء بعد القتال.
يَسَّرَ اللهُ سُبحانَه وتَعالى فَتْحَ خَيبَرَ، وهي مِن الفُتُوحاتِ الَّتي أفادَتِ المُسلِمينَ حِينَها ماديًّا ومعنَويًّا
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ ابنُ شِهابٍ الزُّهريُّ: بلَغَني أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم، "افتتَحَ خَيبَرَ"، وكانَت في السَّنةِ السَّابعةِ مِنَ الهجرةِ، "عَنْوةً بعدَ القِتالِ"، وهو مِن بابِ التَّفسيرِ؛ لأنَّ ( عَنْوةً ) تَعْني بعدَ قِتالٍ، وليس سِلمًا، "ونَزَل مَن نزَل مِن أهلِها على الجلاءِ بعدَ القِتالِ"، أي: خرَج بعضُ أهلِها مِنها إلى بلَدٍ آخَرَ
وقد وقَعَ الخِلافُ في فَتحِ خَيبرَ؛ صُلحًا أو عَنوَةً؟ وذلك لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم قاتَلَهم وألجَأَهم إلى الحِصْنِ ثُمَّ صالَحَهم على أن يَخرُجوا بما حمَلَت دَوابُّهم، وأن يَأخُذَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم أموالَهم وأرضَهم بشَرطِ ألَّا يَكتُموا شيئًا مِن الأموالِ، فكَتَموا مالًا لِحُييِّ بنِ أخطَبَ يُقدَّرُ بعشَرةِ آلافِ دينارٍ، وكَذَبوا فَقالوا: أذهَبَتْه الحروبُ، فَلمَّا وَجَد النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم مالَ حُييٍّ، سَبى نِساءَهم، وأراد أن يُجلِيَهم، فقالوا: اترُكْنا على أن نَعمَلَ في الأرضِ على النِّصفِ، فوافَقَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم على ذلك
وفي الحَديثِ: فتحُ خيبرَ عَنْوةً
وفيه: خروجُ بعضِ أهلِها مِنَ اليهودِ إلى بلَدٍ آخَرَ بعدَ هزيمتِهم