باب ما جاء فى خضاب السواد
حدثنا أبو توبة حدثنا عبيد الله عن عبد الكريم الجزرى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « يكون قوم يخضبون فى آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة ».
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بكثير من أمور الغيب؛ تنبيها وعظة لها
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يكون"، أي: سيحدث هذا في المستقبل وسيوجد "قوم يخضبون"، أي: يغيرون لون شعرهم ولحاهم أو أحدهما، وذلك "في آخر الزمان"، أي: قبيل قيام الساعة بقليل، "بالسواد"، أي: باللون الأسود، "كحواصل الحمام"، أي: لون شعرهم أسود كصدور الحمام، فلونها أسود في الغالب، "لا يريحون رائحة الجنة"، أي: هؤلاء القوم، وقيل: هذا إخبار عن هؤلاء القوم وصفتهم؛ كما حدث مع الخوارج، والإخبار عنهم بحلق الرأس، فهنا كذلك أيضا
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بتغيير الشيب بالحناء والكتم- وهو له لون أصفر- ونهى عن نتفه، ونهى عن صبغ الشعر باللون الأسود؛ لأن فيه تغريرا وخداعا
وفي الحديث: معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر بأمور في المستقبل ووقعت كما أخبر