‌‌باب ما جاء في أخذ المال

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في أخذ المال

حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن سعيد المقبري، عن أبي الوليد، قال: سمعت خولة بنت قيس، وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن هذا المال خضرة حلوة، من أصابه بحقه بورك له فيه، ورب متخوض فيما شاءت به نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار»: " هذا حديث حسن صحيح، وأبو الوليد اسمه: عبيد سنوطا "‌‌_________

المالُ رِزقٌ ونعمةٌ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ إلى عِبادِه؛ فمَن أخَذه بحَقِّه بارَكَ اللهُ له فيه، ومَن تَناوَله بغيرِ حقٍّ أصْبَحَ نِقمَةً وشَقاءً عليه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "إنَّ هذا المالَ خَضِرةٌ حُلوةٌ"، أي: شبَّه المالَ بالثَّمرةِ الخَضِرةِ الحُلوَةِ المذاقِ الَّتي تَميل إليها الطِّباعُ والنُّفوسُ، "مَن أصابَه بحَقِّه"، أي: مَن أخَذ هذا المالَ على قدرِ ما يَستحِقُّه، وكانت نفَقتُه في سبيلِ اللهِ والمساكينِ واليَتامى، "بُورِكَ له فيه"، أي: حلَّت عليه البرَكةُ بالزِّيادةِ والنَّماءِ.
ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "ورُبَّ مُتخوِّضٍ"، أي: مُتصرِّفٍ فيه بما لا يُرضي اللهَ، أو أخَذه بغيرِ حقِّه، "فيما شاءَت به نفسُه"، أي: فيما اشتهَت فيه نفسُه ورَضِيَت به، "مِن مالِ اللهِ ورسولِه"، أي: مِن الصَّدَقات والغنيمةِ والزَّكاةِ، "ليس له يومَ القيامةِ إلَّا النَّارُ"، أي: كان جَزاؤُه وعُقوبتُه أن يُدخِلَه اللهُ النَّارَ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على إنفاقِ المالِ فيما يُرْضي اللهَ تعالى.