باب ما جاء في إدخال الميت القبر
سنن ابن ماجه
حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا ليث ابن أبي سليم، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (ح)
وحدثنا عبد الله بن سعيد، حدثنا أبو خالد الأحمر، حدثنا الحجاج، عن نافع
عن ابن عمر، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أدخل الميت القبر، قال: "باسم الله، وعلى ملة رسول الله". وقال أبو خالد مرة: إذا وضعالميت في لحده قال: "باسم الله وعلى سنة رسول الله". وقال هشام في حديثه: "باسم الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله" (1).
كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا مات الميِّتُ صلَّى عليه ودَفَنَه ودعَا له، وكان صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُخصِّصُ دعاءً يدعُو به عندَ دفْنِ الميِّتِ في قبْرِه.
وفي هذا الحديثِ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ عمرَ رَضِي اللهُ عَنهما: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان إذا "أُدخِلَ الميِّتُ القبْرَ"، أي: إذا أُرِيد دفْنُ الميِّتِ ووضْعُه في قبْرِه، "وقال أبو خالِدٍ مرَّةً"، أحَدُ رُواةِ الإسنادِ، وهو أبو خالِدٍ الأحمَرُ سُليمانُ بنُ حيَّانَ الأزدِيُّ مِن صِغارِ التَّابِعين: "إذا وُضِع الميِّت في لَحْدِه"، أي: إذا أُرِيد وضْعُ الميِّتِ في لحْدِه، واللَّحْدُ عِبارةٌ عن شَقٍّ بطُولِ الميِّتِ، يُحفَرُ في جنْبٍ مِن جوانِبِ القبْرِ ويوضَعُ فيه الميِّتُ، ثمَّ يُوضَعُ الطُّوبُ اللَّبِنُ مِن خَلْفِه، حتَّى يُسنِدَه مِن الوقُوعِ مِن ذلك الشَّقِّ، قال مرَّةً: "بسْمِ اللهِ وباللهِ وعلى مِلَّةِ رسولِ اللهِ"، أي: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وهو يَضَعُ الميِّتَ في قبْرِه أو في لحْدِه: "بسْمِ اللهِ"، أي: أبتدِئُ باسْمِ اللهِ، "وباللهِ"، أي: وأستَعينُ باللهِ، "وعلى مِلَّةِ رسولِ اللهِ"، أي: أدفِنُ على دِينِ الإسلامِ وعلى طرِيقَةِ المسلِمين، "وقال مرَّةً"، أي: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وهو يضَعُ الميِّتَ في قبْرِه: "بسْمِ اللهِ وباللهِ، وعلى سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: وعلى طرِيقةِ النَّبيِّ وشريعَتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفي الحديثِ: بيانُ هَدْي النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وسُنَّتِه في وضْعِ الميِّتِ في لَحْدِه.