باب ما جاء في الجلوس في المقابر 2
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان
عن البراء بن عازب، قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فانتهينا إلى القبر، فجلس وجلسنا كأن على رؤوسنا الطير (2).
علَّمَنا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحكامَ الجنائزِ وآدابَها.
وفي هذا الحديثِ يقولُ البراءُ بنُ عازبٍ رضِيَ اللهُ عنه: "خرَجْنا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جِنازةٍ"، أي: لتشييعِها ودَفنِها، والجِنازةُ: اسمٌ للميِّتِ في النَّعشِ، "فانْتَهينا إلى القبرِ" أي: وصَلْنا إلى القبرِ حيثُ سَيُدْفَنُ الميِّتُ "فجلَسَ وجلَسْنا" " أي: جلَسَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عند القبرِ وجلَس المشَّيعِّون "كأنَّ على رُؤوسِنا الطَّيرَ"، أي: كنَّا ساكنينَ مُتأدِّبينَ في حَضرتِه مُتواضعينَ، بحيث يكادُ يقعُدُ الطَّيرُ على رُؤوسِنا، والطَّيرُ لا يكادُ يقعُدُ إلَّا على شَيءٍ لا حركةَ له، والموقِفُ في تَشييعِ الجنائزِ يَدْعو إلى التَّأمُّلِ والخُشوعِ والهُدوءِ، ولا يتطلَّبُ الصَّخبَ ورفعَ الصَّوتِ، وهذا مِن آدابِ التَّشييعِ، ولعلَّ جُلوسَه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان انتظارًا للانتهاءِ من دَفنِ الميِّتِ.
وفي الحديثِ: بيانُ هَدْيِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في تَشييعِ الجنائزِ والجُلوسِ في المقابرِ بالهُدوءِ والسَّكينةِ.