باب ما جاء في إعلام الحب
سنن الترمذى
حدثنا بندار قال: أخبرنا يحيى بن سعيد القطان قال: أخبرنا ثور بن يزيد، عن حبيب بن عبيد، عن المقدام بن معدي كرب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه إياه» وفي الباب عن أبي ذر، وأنس: «حديث المقدام حديث حسن صحيح غريب، والمقدام يكنى أبا كريمة»
حرَصَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على نشْرِ التَّحابِّ بين المُسلِمينَ، وبِناءِ المُجتمعِ على الأُلفةِ والمودَّةِ ونبْذِ التَّباغُضِ، فعلَّمَنا كيف ننشُرُ الوُدَّ، ونبتعِدُ عن الشَّرِّ والتَّشاحُنِ، ومن ذلك: ما جاء في هذا الحديثِ، حيثُ أخبَرَ المِقدامُ بنُ مَعْدي كرِبَ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "إذا أحَبَّ أحدُكم أخاهُ"، أي: أخاهُ في الدِّينِ وفي الإسلامِ، "فلْيُعْلِمْه إيَّاه"، أي: فلْيُعَرِّفْه أنَّه يُحِبُّه؛ ليُحِبَّه الآخَرُ، أو ليَدْعُوَه ذلك لمَحبَّةِ اللهِ له، فيكونا من المُتحابَّينِ في اللهِ، وهذا من الحَثِّ على التَّودُّدِ والتَّآلفِ؛ وذلك أنَّه إذا أخبَرَ أخاهُ المُسلِمَ أنَّه يُحِبُّه، استمالَ قلْبَه واجتلَبَ به وُدَّه، وإذا علِمَ منه ذلك قَبِلَ نُصْحَه، ولم يَرُدَّ عليه قولَه في عَيبٍ إنْ أخبَرَه به في نفْسِه، فيحصُلُ بذلك الائتلافُ، ويَزُولُ الاختِلافُ بين المُؤمنينَ.