باب ما جاء في الأوقات التي لا يصلى فيها على الميت ولا يدفن
سنن ابن ماجه
حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، حدثنا شريك بن عبد الله، عن سماك بن حرب
عن جابر بن سمرة: أن رجلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - جرح، فآذته الجراحة، فدب إلى مشاقص فذبح بها نفسه، فلم يصل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكان ذلك منه أدبا (2).
حِفْظُ النَّفسِ مِنَ المَقاصدِ العُليا للشَّريعةِ الإسْلاميَّةِ، وقَتلُ النَّفسِ بغيرِ حقٍّ مِن أَكْبرِ الكَبائرِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَريصًا عَلى زَجرِ المُسلمِ عنْ قَتلِ نَفسهِ.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي جابرُ بنُ سَمُرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُتِيَ بِجِنازةِ -وهي اسمٌ للميِّتِ في النَّعشِ- رَجلٍ منَ المسلِمينَ قتَلَ نَفْسَه بمَشاقِصَ، والمَشاقصُ: سِهامٌ عِراضٌ، واحدُها مِشْقَصٌ، فَلم يُصلِّ عليهِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بنَفْسهِ؛ زَجرًا للنَّاسِ عنْ مِثلِ فِعلِه، وصَلَّتْ عليهِ الصَّحابةُ، وهذا كما ترَكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّلاةَ على مَن عليه دَينٌ في أوَّلِ الأمْرِ، زَجرًا لهم عنِ التَّساهُلِ في الاسْتِدانةِ، وعن إهْمالِ وَفائِه، وأمَرَ أصْحابَه بالصَّلاةِ عليه، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «صَلُّوا على صاحِبِكم» متَّفَقٌ عليه.
وفي الحَديثِ: خُطورةُ قَتلِ النَّفسِ.