باب ما جاء في التكبير على الجنازة أربعا
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو هشام الرفاعي، ومحمد بن الصباح، وأبو بكر بن خلاد، قالوا: حدثنا يحيى بن اليمان، عن المنهال بن خليفة، عن حجاج، عن عطاء
عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كبر أربعا (1).
النَّجاشيُّ لَقبٌ يُطلَقُ على مُلوكِ الحَبَشةِ، وصادَفَ بَعْثةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وُجودُ مَلكٍ عادلٍ فيها، واسمُه أَصْحَمةُ، وهو الَّذي استَقبَلَ المُهاجِرينَ مِن المُسلِمينَ الَّذين فرُّوا بدِينِهم مِن أذَى قُرَيشٍ إلى الحَبَشةِ، وأكرَمَ وِفادَتَهم، وأمَّنَهم على دِينِهم، وقدْ أسلَمَ النَّجاشيُّ، ومات على الإسْلامِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلَّى على أَصْحَمةَ النَّجاشيِّ صَلاةَ الجِنازةِ بعدَما أُخبِرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَوْتِه، وكبَّرَ عليه أرْبَعَ تَكْبيراتٍ دونَ رُكوعٍ أو سُجودٍ. وقدْ علِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَوتِه، وأعلَمَ الصَّحابةَ، وصلَّى عليه في اليومِ نَفْسِه الَّذي مات فيه النَّجاشيُّ، كما وضَّحَتْ ذلك رِوايةٌ أُخْرى في الصَّحيحَينِ، وهذا مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وكانتْ صَلاتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليه؛ ليُعلِمَ المُسلِمينَ بأنَّه كان مؤمِنًا، وليَسْتَغفِروا له، كما أمَرَهم بذلك في الحَديثِ الآخَرِ في صَحيحِ البُخاريِّ، ولأنَّه كان بيْن قومٍ كُفَّارٍ يَكتُمُ إيمانَه، فلم يُصَلَّ عليه.
وفي الحَديثِ: حِرصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على المُسلِمينَ في أقْطارِ الأرضِ كافَّةً، وبَيانُ رَحْمتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأُمَّتِه.
وفيه: مَشْروعيَّةُ صَلاةِ الجَنازةِ على الغائبِ.