باب ما جاء في الدعاء في الاستسقاء 2
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن أبي القاسم أبو الأحوص، حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا عبد الله بن إدريس، حدثنا حصين، عن حبيب بن أبي ثابت
عن ابن عباس، قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: يا رسول الله! لقد جئتك من عند قوم ما يتزود لهم راع ولا يخطر (1) لهم فحل. فصعد المنبر فحمد الله، ثم قال: "اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا طبقا مريعا غدقا عاجلا غير رائث" ثم نزل، فما يأتيه أحد من وجه من الوجوه إلا قالوا: قد أحيينا (2).
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إذا حزَبَه أمْرٌ فَزِعَ إلى اللهِ بالدُّعاءِ والتَّضرُّعِ أنْ يَكشِفَ اللهُ سُبحانه وتعالى عنه الكرْبَ، ويُزيلَ الغُمَّةَ.
وفي هذا الحديثِ يَحكِي جابرٌ رَضِي اللهُ عَنه: أنَّه أتَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "بَواكِي"، أي: نِساءٌ باكِياتٌ؛ بسبَبِ انقِطاعِ الغيْثِ، فقال: "اللَّهمَّ اسقِنا غيْثًا"، أي: مطَرًا، "مُغيثًا مَريئًا"، أي: صالِحًا مثْلَ الطَّعامِ، "مَريعًا"، أي: خِصْبًا، "نافِعًا، غيرَ ضارٍّ"، أي: تُحمَدُ عُقْباهُ، ليس فيه ضرَرٌ؛ مِن غَرقٍ وهَدْمٍ، "عاجِلًا غيرَ آجِلٍ"، فاستَجابَ اللهُ له صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ فَقد "أطبَقَتْ عليهِمُ السَّماءُ"، يَعني: أصابَتْهم بالمطَرِ الكَثيرِ، واستَجابَ اللهُ ما دعا بهِ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن نُزولِ الغَيْثِ.
وفي الحديثِ: حُسْنُ خلُقِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ حيث كان لا يَرُدُّ مَن سأَلَه حاجَةً.