باب ما جاء في الركعتين قبل المغرب
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، قال: سمعت علي بن زيد بن جدعان، قال:
سمعت أنس بن مالك يقول: إن كان المؤذن ليؤذن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيرى أنها الإقامة من كثرة من يقوم فيصلي الركعتين قبل المغرب (1).
في هذا الحديثِ يقولُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "إنْ كان المُؤذِّنُ لَيُؤَذِّنُ على عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فنرَى أنَّها الإقامةُ"، أي: نظُنُّ أنَّ الصُّفوفَ المُتراصَّةَ أنَّها صَلاةُ المغرِبِ، "مِن كَثرةِ مَن يَقومُ فيُصَلِّي الرَّكعتَينِ قبْلَ المغرِبِ"، أي: مِن كَثرةِ قِيامِ المُصلِّينَ لأداءِ رَكعتينِ قبْلَ الإقامةِ الفِعليَّةِ، وهذا إشارةٌ إلى ما كانوا فيه مِن حِرْصٍ على هاتَينِ الرَّكعتينِ، كما في الصَّحيحينِ عن أنسِ بنِ مالكٍ، قال: «كُنَّا بالمدينةِ، فإذا أذَّنَ المُؤَذِّنُ لصَلاةِ المغرِبِ ابْتَدروا السَّوارِيَ، فيركَعونَ رَكعتَينِ رَكعتَينِ، حتَّى إنَّ الرَّجُلَ الغَريبَ لَيدخُلُ المسجِدَ، فيَحسِبُ أنَّ الصَّلاةَ قد صُلِّيَت؛ مِن كثرةِ مَن يُصلِّيهما».
وفي الحديثِ: بيانُ ما كان عِندَ الصحابةِ رضِي اللهُ عنهم مِن حِرصٍ على أعمالِ التطوُّعِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ صَلاةِ ركعتَينِ قبلَ المغربِ