باب ما جاء في الصوم بالشهادة
سنن الترمذى
حدثنا يحيى بن خلف البصري قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شهرا عيد لا ينقصان: رمضان، وذو الحجة ": «حديث أبي بكرة حديث حسن»، وقد روي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. قال أحمد: " معنى هذا الحديث: شهرا عيد لا ينقصان، يقول: لا ينقصان معا في سنة واحدة شهر رمضان، وذو الحجة، إن نقص أحدهما تم الآخر "، وقال إسحاق: " معناه لا ينقصان يقول: وإن كان تسعا وعشرين فهو تمام غير نقصان «،» وعلى مذهب إسحاق يكون ينقص الشهران معا في سنة واحدة "
إذا أدَّى الإنسانُ ما أُمِرَ به، واجتَهَدَ في مُوافَقةِ مُرادِ اللهِ عزَّ وجلَّ ومَرْضاتِه قدْرَ استِطاعتِه وجَهْدِه؛ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لنْ يَحرِمَه الأجْرَ كاملًا وزِيادةً، فضْلًا مِن اللهِ وكَرَمًا.
وفي هذا الحَديثِ يَحكي أبو بَكرةَ نُفَيعُ بنُ الحارثِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَ أنَّ شَهرينِ لا يَنقُصُ أجْرُهما والثَّوابُ المُترتِّبُ عليهما، وإنْ نقَص عَدَدُهما؛ هما: شَهْرُ رَمضانَ وذو الحِجَّةِ، وإنَّما خصَّهُما بالذِّكرِ؛ لتَعلُّقِ حكْمِ الصَّومِ والحجِّ بهما.
وسمَّى شَهْرَ رَمَضانَ شَهرَ عِيدٍ؛ لأنَّ شَهرَ رَمَضانَ يَعقُبُه عِيدُ الفِطرِ.
وفي هذا رَفْعٌ لِما قدْ يَقَعُ في القلوبِ مِن شكٍّ لمَن صامَ تِسعًا وعِشرينَ.
وفي الحديثِ: بَيانُ فضْلِ شَهرِ رَمَضانَ وذي الحِجَّةِ.