‌‌باب ما جاء في الفحش والتفحش1

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في الفحش والتفحش1

حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وغير واحد قالوا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه» وفي الباب عن عائشة: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق
‌‌

لم يزَلِ الإسلامُ منذ الوَهلَةِ الأولى يَدْعو إلى فَضائلِ الأخلاقِ، وقد لخَّص النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كلَّ رِسالتِه وجمَعَها في قولِه: "إنَّما بُعِثتُ لِأُتمِّمَ صالِحَ الأخلاقِ".
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ما كان الفُحْشُ"، وهو كلُّ ما يُستقبَحُ مِن الأخلاقِ والكلامِ، أو هو كلُّ بَذيءٍ مِن القوْلِ والفعلِ، والمَعنى: لا يدخُلُ الفُحْشُ "في شَيءٍ"، أي: في أمْرٍ أو أخلاقٍ أو كلامٍ، "إلَّا شانَه"، أي: عابَه وأنقَصه، وأصبَح مَذمومًا قبيحًا، "وما كان الحَياءُ"؛ وهو مَعالي الأخلاقِ وفَضائلُها، والمعنى: لا يدخُلُ الحياءُ "في شيءٍ"، أي: في أمرٍ أو أخلاقٍ أو كلامٍ، "إلَّا زانَه"، أي: إلَّا أَكمَلَه وزيَّنه، وأصبحَ ممدوحًا مَحمودًا، والمقصودُ مِن قولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: أنَّ صِفةَ الفُحشِ صِفةٌ مَذمومةٌ على الدَّوامِ؛ فلا تدخُلُ في شَيءٍ إلَّا ذَمَّتْه وأنقَصَتْه، وكذلك صِفةُ الحياءِ صِفةٌ مَحمودةٌ على الدَّوامِ؛ فلا تدخُلُ في شيءٍ إلَّا أكمَلَتْه وجمَّلَتْه وزيَّنتْه.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الحَياءِ في كلِّ الأمورِ والبُعدِ عن الفُحشِ والبَذاءِ.