‌‌باب ما جاء في اللعنة1

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في اللعنة1

حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا هشام، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار» وفي الباب عن ابن عباس، وأبي هريرة، وابن عمر، وعمران بن حصين: هذا حديث حسن صحيح
‌‌

المسلمُ الصَّادِقُ يَهرُبُ مِن لَعنةِ اللهِ وغضَبِه إلى رَحمتِه ورِضاهُ؛ فلا يَصِحُّ لأحدٍ أن يلعنَ غيرَه، وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "لا تَلاعَنوا بلَعنةِ اللهِ"، أي: لا يَدعُو بعضُكم على بعضٍ باللَّعنةِ، ولا تتَّخِذوها مِن أقوالِكم في أيِّ أمرٍ، "ولا بِغَضبِ اللهِ"، أي: ولا تَدعوا على أنفسِكم ولا على بعضِكُم بالدُّخولِ في غَضبِ اللهِ، كأنْ يقولَ إنسانٌ لآخرَ: عليكَ غضبُ اللهِ، أو غَضبُ اللهِ عليكَ إنْ فعلتَ أو لم تَفعلْ. "ولا بالنارِ"، أي: ولا بالدُّعاءِ على أحدٍ بدخولِ النارِ، وهذا للحِفاظِ على التَّراحُم والمودَّةِ بينَ المسلِمين وإبعادِ أسبابِ دخولِ الشرِّ بينهم، ومِن اللَّعنِ ما هو جائزٌ، كلعْنِ الكافرينَ أو اليهودِ، والمُحارِبين لدِينِ اللهِ تعالى وأوليائِه.