‌‌باب ما جاء في اللعنة2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في اللعنة2

حدثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري قال: حدثنا محمد بن سابق، عن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء»: هذا حديث حسن غريب، وقد روي عن عبد الله من غير هذا الوجه
‌‌

الأخلاقُ في الإسلامِ لها أهمِّيَّةٌ عُظْمَى، وقد بُعِثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ليُتمِّمَ صالِحَ الأخلاقِ ومكارِمَها ويُكَمِّلَها؛ فيَنبغي على المؤمِنِ أنْ يَتخَلَّقَ بالأخلاقِ الحَميدةِ، ويترُكَ الأخلاقَ السَّيِّئةَ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ليس المؤمِنُ" لا يكونُ الشَّخصُ كامِلَ الإيمانِ، أو ليس مِن أخلاقِ المؤمِن أنْ يكونَ "بالطَّعَّانِ"، أي: الَّذي يقَعُ في النَّاسِ ويَعيبُهم ويقَعُ في أعْراضِهم ويَغتابُهم، "ولا اللَّعانِ"، أي: ولا يكونُ مِن أخلاقِه أنْ يُكثِرَ لعْنَ النَّاسِ وسَبَّهم، والدُّعاءَ عليهم بالطَّرْدِ مِن رحْمةِ اللهِ، "ولا الفاحِشِ"، أي: لا يكونُ مِن أخْلاقِه أنْ يكونَ ذا قُبْحٍ في فعْلِه وقوْلِه، أو لا يكونُ شتَّامًا للنَّاسِ "ولا البَذِيءِ"، أي: السَّليطِ الَّذي لا حَياءَ له، أو فاحِشِ القوْلِ وبذِيءِ اللِّسانِ، وهذه مَعانٍ متقارِبَةٌ تشمَلُ السُّوءَ في القوْلِ والفعْلِ، وهو ما ينبَغي أنْ يبتعِدَ عنه المؤمِنُ الحقُّ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على حِفْظِ الجوارِحِ وصوْنِها عن المَساوئِ، خاصَّةً اللِّسانَ.