‌‌باب ما جاء في كراهية الجمع بين اسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته1

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في كراهية الجمع بين اسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته1

حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجمع أحد بين اسمه وكنيته، ويسمي محمدا أبا القاسم» وفي الباب عن جابر: «هذا حديث حسن صحيح، وقد كره بعض أهل العلم أن يجمع الرجل بين اسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته، وقد فعل ذلك بعضهم»

خُصَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ببَعضِ الأمورِ لِمَصلحةٍ وحِكمةٍ، ومِن ذلك نَهْيُه أن يُجمَعَ بين اسمِه وكُنيتِه، كما يُخبِرُ أبو هُرَيرةَ رَضِي اللهُ عَنه في هذا الحديثِ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "نهى أن يَجمَعَ أحَدٌ بينَ اسمِه"، وهو محمَّدٌ، "وكُنيتِه"، وهي أبو القاسمِ، ثمَّ فسَّر ذلك فقال: "ويُسمَّى محمَّدًا أبا القاسمِ"، أي: هذا معنى الجَمعِ بين الاسمِ والكُنيةِ، فيكونُ اسمُه الَّذي يُنادَى به محمَّدًا، وكنيتُه أيضًا ككنيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وهي أبو القاسمِ، وكان القاسِمُ أكبرَ أولادِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ومات قَبلَ البَعثةِ أو بعدَها، وقيل: يَختصُّ هذا النَّهيُ بزَمانِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وفي حَديثٍ آخَرَ أنَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان في السُّوقِ فسَمِعَ رجُلًا يقولُ: يا أبا القاسِمِ، فالتفَتَ إليه، فقال: لم أَعْنِكَ، فقال: سَمُّوا باسمِي ولا تُكَنُّوا بكُنيتي؛ فقيل: يُحمَلُ النَّهيُ على التَّكنِّي بكُنيتِه، سواءٌ اسمُه محمَّدٌ أو لا.