باب ما جاء في القراءة في الصلاة يوم الجمعة 2
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا سفيان، حدثنا ضمرة بن سعيد، عن عبيد الله بن عبد الله، قال:
كتب الضحاك بن قيس إلى النعمان بن بشير: أخبرنا، بأي شيء كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ يوم الجمعة مع سورة الجمعة؟ قال: كان يقرأ فيها: {هل أتاك حديث الغاشية} (1).
ربَّما كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم يَقرَأُ مِن القرآنِ في الصَّلاةِ ما يُناسِبُها مِن حالِ تلك الصَّلاةِ أو اليومِ أو غيرِ ذلك.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عُبيدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ: "أنَّ الضَّحَّاكَ بنَ قيسٍ سأَل النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ: ماذا كان يَقرَأُ به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم يومَ الجمعةِ"، أي: ما السُّورةُ الَّتي كان يَقرَؤُها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم في صلاةِ الجمعةِ، "على إثْرِ سورةِ الجمعةِ؟"، أي: عَقِبَ قراءتِه لسُورةِ الجمعةِ في الرَّكعةِ الأولى؟ وذلك أنَّ سُورةَ الجمعةِ فيها شيءٌ مِن أحكامِ تلك الصَّلاةِ؛ ففيها: الأمرُ بالسَّعيِ إلى الجمعةِ، وتَرْكِ البيعِ والشِّراءِ، والأمرُ بالانشِغالِ بذِكْرِ اللهِ تَعالى، فقال النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ رَضِي اللهُ عنه: "كان يَقرَأُ: بـ{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية: 1]"، أي: كان يَقرَأُ في الرَّكعةِ الثَّانيةِ بسُورةِ الغاشيةِ، وقد ورَد في روايةٍ أُخْرى عن النُّعمانِ بنِ بشيرٍ، قال: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم يَقرَأُ في العيدَينِ وفي الجمعةِ بـ{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1]، و{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية: 1]