باب ما جاء في المتشبع بما لم يعطه2
سنن الترمذى
حدثنا الحسين بن الحسن المروزي بمكة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، قالا: حدثنا الأحوص بن جواب، عن سعير بن الخمس، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء ": هذا حديث حسن جيد غريب لا نعرفه من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه وقد روي عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، وسألت محمدا فلم يعرفه
الإسلامُ دِينُ الأخلاقِ العاليةِ، ومِن ذلك: أنَّه أمَرَ برَدِّ المَعروفِ بالمَعروفِ، وأنْ نُكافِئَ أهلَه، فإنْ قصَّرْنا عن المُكافَأَةِ، فلا أقَلَّ من الشُّكرِ والدُّعاءِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إذا قال الرَّجُلُ لأخيهِ" يعني: لمَن صَنَعَ إليه مَعروفًا، "جَزاكَ اللهُ خَيرًا"، أي: أعطاك اللهُ خَيرَ الجَزاءِ، أو أعطاك مِن خَيرَيِ الدُّنيا والآخِرَةِ، "فقد أبلَغَ في الثَّناءِ"، أي: بالَغَ في أداءِ شُكرِه؛ وذلك أنَّه اعتَرَفَ بالتَّقصيرِ، وأنَّه ممَّن عَجَزَ عن جَزائِه وثَنائِه، ففوَّضَ جَزاءَه إلى اللهِ؛ لِيَجزِيَه الجَزاءَ الأوفى.
وقيل: هذا فيمَن لم يَجِدْ شيئًا لإثابتِه به، وقيل: بل مُطلقًا.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على حُسنِ الجَزاءِ على الهديَّةِ والمعروفِ، ولو بالدُّعاءِ