‌‌باب ما جاء في المتشبع بما لم يعطه1

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في المتشبع بما لم يعطه1

حدثنا علي بن حجر قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن عمارة بن غزية، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أعطي عطاء فوجد فليجز به، ومن لم يجد فليثن، فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلى بما لم يعطه كان كلابس ثوبي زور»: هذا حديث حسن غريب وفي الباب عن أسماء بنت أبي بكر، وعائشة ومعنى قوله: «ومن كتم فقد كفر» يقول: قد كفر تلك النعمة
‌‌

علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أصْحابَه مكارِمَ الأخْلاقِ، ومن ذلِك تَعليمُهم الشُّكْرَ والثَّناءَ على مَن صنَعَ لهم مَعروفًا.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "مَن أُعطِيَ عطاءً"، وفي رِوايةٍ: "مَن أُبلِيَ بَلاءً"، أي: مَن أخَذَ عَطاءً من أحَدٍ، "فوجَدَ"، أي: فوَجَدَ ما يُكافِئُ بهِ مَن أعْطاه العَطاءَ، "فلْيَجْزِ بهِ"، أي: فليُجازي مَن أعطاه العَطاءَ بما وجَدَ عنده كمُكافَأةٍ له على العَطاءِ، "فإن لم يجِدْ"، أي: فإنْ لم يجِدْ مَن أخَذَ العَطاءَ شيْئًا يُكافِئُ بهِ مَن أَعطاهُ العَطاءَ، "فلْيُثْنِ بهِ"، أي: يُثْنِ عليه بسَببِ هذا العَطاءِ، وهو مِن الثَّناءِ والشُّكرِ والعِرْفانِ بهذا العَطاءِ، "فمَن أَثْنى بهِ"، أي: فمَن شَكَر صاحِبَ العَطاءِ ومدَحَه عليهِ وأَثْنى عليهِ خيرًا، "فقدْ شكَرَه"، أي: فقد اعتَرَف له بحَقِّه وفضْلِه ولم يُنكِرْه عليه، "ومَن كتَمَه"، أي: ومَن لم يَشكُرْ صاحِبَ العَطاءِ ويمْدَحْه عليهِ ويُثْني عليهِ خيرًا، "فقدْ كفَرَه"، أي: لم يعتَرِفْ له بحَقِّه وفضْلِه، وأنكَرَه عليه.
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على شُكْرِ صانِعِ المَعروفِ.
وفيهِ: الاعترافُ بالفضْلِ لأهلِه، والثَّناءُ عليهم.