باب ما جاء في تعجيل الإفطار 2
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر، عن محمد ابن عمرو، عن أبي سلمةعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر. عجلوا الفطر (1)، فإن اليهود يؤخرون" (2).
مِنَ المَعلومِ أنَّ الخَيرَ كُلَّ الخَيرِ في اتِّباعِ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والشَّرَّ كلَّ الشرِّ يَأتي مِن الابتداعِ في الدِّينِ، ولَمَّا كان الصِّيامُ مِن أجلِّ العِباداتِ وأعظَمِ القُرُباتِ، كان لِزامًا على المُسلِمِ أنْ يَلتزِمَ هَدْيَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيه الَّذي حَثَّ على تَعجيلِ الفِطرِ.
وفي هذا الحديثِ يَحكي سَهلُ بنُ سَعدٍ الأنصاريُّ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَ أنَّه لا يَزالُ المسلِمون على خَيرٍ وحقٍّ وهدًى مِن اللهِ، مُتمسِّكينَ بسُنَّةِ نَبيِّهم، واقفينَ عندَ حُدودِه، غيرَ مُبدِّلينَ ولا مُغيِّرين؛ ما عَجَّلوا بالإفطارِ مِن صَومِهم عندَ غُروبِ شَمسِ يَومِهم مُباشَرةً، وإنَّما كان تَعجيلُ الفِطرِ خَيرًا؛ لأنَّه أحفَظُ للقوَّةِ، وأرفَعُ للمَشقَّةِ، وأوفَقُ للسُّنةِ، وأبعَدُ عن الغُلوِّ والبِدعةِ، وليَظهَرَ الفرْقُ بيْن الزَّمانينِ في حكْمِ الشَّرعِ.
وفي الحديثِ: بَركةُ اتِّباعِ السُّنَّةِ وبَقاءُ الخيرِ في النَّاسِ بسَببِ اتِّباعِهم للسُّنةِ، وأنَّ فَسادَ الأمورِ يَتعلَّقُ بتَغيُّرِ السُّنةِ، وأنَّ مُخالفةَ السُّنَّةِ في ذلِك كالعَلَمِ على فَسادِ الأُمورِ.