‌‌باب ما جاء في تلقين المريض عند الموت، والدعاء له عنده1

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في تلقين المريض عند الموت، والدعاء له عنده1

حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن عمارة بن غزية، عن يحيى بن عمارة، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» وفي الباب عن أبي هريرة، وأم سلمة، وعائشة، وجابر، وسعدى المرية وهي امرأة طلحة بن عبيد الله.: «حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح غريب»
‌‌

هذا الحديثُ يَدُلُّ عَلى حِرصِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَلى أُمَّتِه وإِرشادِهم إلى كلِّ قولٍ أو فِعلٍ فيه نَفعُهم حتَّى عندَ الموتِ؛ فيَأمُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنْ يُلقِّنَ المسلمون مَوتاهُم كَلمةَ التَّوحيدِ: »لا إِلَهَ إلَّا اللهُ»، فيَقولوها لِمَن حَضَرتْه نَزعاتُ الموتِ ويرَدِّدوها عنده حتَّى يَقولَها، وَهذا إرشادٌ مِنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لأُمَّتِه إلى أهمِّيَّة كَلمةِ التَّوحيدِ في الحَياةِ وعندَ المَماتِ؛ لأنَّ هَذه الكَلمةَ هي العاصِمَةُ للدَّمِ في الدُّنيا لكُلِّ مَن قالَها، فإذا قالَها القادِمُ عَلى الآخرَةِ، فإنَّه يُرجَى أنْ تَكونَ عاصمَةً لَه مِن عذابِ الآخرَةِ، كَما كانت عاصمةً مِن عَذابِ الدُّنيا، ولِأنْ تَكونَ آخِرَ كلمةٍ يَقولُها في الدُّنيا؛ لأنَّ »مَن كان آخرُ كَلامِه لا إلَه إلَّا اللهُ دَخلَ الجنَّةَ»، أخرَجَه أبو داودَ مِن حَديثِ مُعاذِ بنِ جَبلٍ رَضِي اللهُ عنه.
والأمرُ بالتَّلقينِ أمرٌ مَسنونٌ، ولكنْ يُكْرَهُ الإكثارُ على المُحتضَرِ والمُوالاةُ؛ لِئلَّا يَضجَرَ بضِيقِ حالِه وشِدَّةِ كَربِه، فيَكرَهَ المُحتضَرُ ذلك بقَلبِه، ويَتكَلَّمَ بما لا يَليقُ.
وفي الحَديثِ: الحُضورُ عندَ المُحتضَرِ لتَذكيرِه وتَأنيسِه والقيامِ بحُقوقِه.