باب ما جاء في خفض الصوت وتخمير الوجه عند العطاس
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن وزير الواسطي قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عجلان، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس غطى وجهه بيده أو بثوبه وغض بها صوته»: «هذا حديث حسن صحيح»
في هذا الحَديثِ يُبيِّن النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بفعْله، أدبًا مِن الآدابِ الَّتي يجبُ على المسلمِ العاطسِ مُراعاتُها حالَ عَطْسه؛ فقد كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا عَطَس وضَع يدَه، أو ثوْبَه على فِيهِ.
أي: يُغطِّي وجْهَه؛ لئلَّا يخرُجَ مِن فِيهِ أو أَنْفِه بُصاقٌ أو غيرُه ممَّا يُؤذِي جليسَه، وأيضًا لا يلوي عُنقَه يَمْنةً ويسرةً؛ حتى لا يَتضرَّرُ بشِدَّةِ العُطاسِ، وكان أيضًا إذا عطَس: خفَض، أو غضَّ بها صوتَه.
أيْ: لم يرفَعْه؛ حتى لا يُزعِج غيرَه بصوتِه، كما يفعلُ العوامُّ؛ فبَعضُ النَّاسِ يَكْرَهُون سَماعَ العُطَاسِ، وهذا غايةٌ في أدَب المصْطَفى صلَّى الله عليه وسلَّم. .